نقطة التحول في تاريخ الإمامة بعد ولاية العهد للرضا (عليه السلام).

نقطة التحول في تاريخ الإمامة بعد ولاية العهد للرضا (عليه السلام).

من طرف الباحث مظفر العميد  |  نشر في :  أغسطس 17, 2021 0

 نقطة التحول في تاريخ الإمامة بعد ولاية العهد للرضا (عليه السلام).
#الباحث_مظفر_العميد
يبدو لنا جليا أن عهدا جديدا يختلف عما كان عليه التشيع في زمن الرشيد والمنصور ومن كان قبلهما إلى ما كان في عهد الدولة الأموية ففي هذا الوقت أعلن الخليفة العباسي عبد الله المأمون التشيع حيث يقول أبن الأثير.. ((وفيها أظهر المأمون القول بخلق القرآن، وتفضيل علي بن أبي طالب على جميع الصحابة، وقال هو أفضل الناس، بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وذلك في ربيع الأول.))(1).
#وبغض_النظر عن الدوافع التي دعت خليفة بني العباس إلى ذلك فإننا نستشعر  من خلال قراءة ولو سريعة لشخصية المأمون والظروف التي رافقته أن هذا الرجل قد وقع بين ثلاثة مؤثرات الأول الشعور بالذنب الكبير تجاه التعسف الذي حل بالعلويين نتيجة سياسية الرشيد والمنصور الدوانيقي. الثاني اثر التربية ومحيطه الخاص حيث كان يشرف على تربيته من يتودد أو يتشيع للعلويين والثالث هو كثرة الثورات العلوية والانقسام الكبير في البيت العباسي وقد تعامل المأمون مع مجريات الأمور بحنكة ودهاء  فيذكر لنا صاحب كتاب الحياة السياسية للإمام الرضا  قائلا ((وقد وصفه السيوطي وابن تغري بردى، وابن شاكر الكتبي، فقالوا: «وكان أفضل رجال بني العباس: حزماً، وعزماً، وحلماً، وعلماً، ورأياً، ودهاء وهيبة، وشجاعة، وسؤدداً، وسماحة،)) الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام ص 149
ويذكر في كتابه أيضا (( إن الثورات العلوية، التي قامت فيما بين عهد السفاح، وأوائل عهد المأمون، وبالتحديد إلى حوالي سنة 200 ه‍ أي فيما يقل عن سبعين عاما، قد قاربت الثلاثين ثورة، هذا بغض النظر عن الثورات الأخرى التي كانت تدعو لهم وإلى موالاتهم...))
 134 الحياة السياسية للإمام الرضا.
#من_هنا يمكن أن ندرك أن ثورة بني العباس التي كانت قد بدأت برفع شعار الرضا من آل البيت وآلت إلى قمعهم رضخت في النهاية لشعارها ليصبح واقع كبير في البلاد الإسلامية وها هو المأمون يلقي بولاية العهد للإمام علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام ويطلق عليه لقب #الرضا فيصبح أمر مودة أهل البيت ورضاهم واقعاً ضرورياً وعقيدة لدولة كانت ترسم سياساتها على أساس عقائدها.
#هذا_الإعلان_الرسمي وسط تلك الدولة المترامية الأطراف التي بين فينه وأخرى تخرج بعض مدنها وأقاليمها عن المركز بيعتها لعلوي أو لموالي للعلويين قد كرس حقيقة هي أن الخلافة العباسية لا يمكن أن تعيش دون رمز علوي يمثل آل البيت أما أن يكون هو الخليفة أو يضفي الصبغة الشرعية على مقر الخلافة. ويبدو أن ذلك إيجابي على نحو التخطيط الإمامي فيما لو سارت الأمور بشكلها الطبيعي ,إلا أن الانتكاسات الكبيرة  كانت تحدث في نفس التشيع ففي تلك الفترة اضمحل التشيع المدني المعتدل بانقسام الشيعة أنفسهم إلى إسماعيلية وفطحية وواقفية ثم أنتها بفاجعة #وفاة_الرضا (عليه السلام). ثم بوادر ظهور مدرسة القميين المتشددة التي أنتقل معها الفكر الشيعي وعقائده بعد ذلك إلى هناك حتى انفصلت عن باقي  مدارس الأمة الإسلامية, وقد ساهم هذا الانتقال والبعد بين المركزين في اختلاق الرواة والأخذ بأخبار المغالين وصياغة العقيدة بشكلها الذي ادخلت فيه العديد من الخرافات والغلو الذي وصلنا وبما فيها من أخبار حول عقيدة المهدي.. كما سنذكر.. #يتبع