بداية تغلغل الكهانة والتنجيم ونفذوها إلى مذهب الإمامة
بداية تغلغل الكهانة والتنجيم ونفذوها إلى مذهب الإمامة
#مظفر_العميد
إن الغاية من هذه المقدمة الطويلة في ذكر أحوال خلفاء بني العباس ووزرائهم ومنجميهم وذكر سيرة وأحوال الأئمة (عليهم السلام ) معهم هو لبيان كيف دخلت يد التنجيم والكهانة المجوسية الفارسية إلى المذهب الإمامي وكيف أصبحت متنفذة عن طريق سياسة البلاط العباسي وبالتالي معرفة طبيعة المؤسسة الدينية التي نشأت على أعقابها بعد ذلك بما يعرف بعصر الغيبة أي من وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) إلى ما بعد ذلك, فإذا فهمنا طبيعة تلك المؤسسة وأيدلوجية عملها يمكننا فقط تقييم ما صدر منها من أخبار بخصوص #المهدي.
قال #السيد_ابن_طاووس
وممن اشتهر بعلم النجوم من المنسوبين إلى مذهب الإمامية الفضل بن سهل وزير المأمون الذي تعصب لمولانا الرضا صلوات الله عليه، أبلغ العصبية وقد ذكره جدي أبو جعفر الطوسي في كتاب الرجال من أصحاب الرضى عليه السلام وقد ذكرنا فيما تقدم ما يدل على علمه بها. ((أي في النجوم)) (1)
((وممن كان عالماً بالنجوم من المنسوبين إلى الشيعة الحسن بن سهل وقد ذكره جدي أبو جعفر الطوسي في " كتاب الرجال " من أصحاب الرضا عليه السلام وقد تقدم ما ينبه على علمه بها، فمن إصاباته فيها ما ذكره أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه في كتاب " عيون أخبار الرضا " عليه السلام فقال بإسناده إلى ياسر خادم الرضا " ع " قال ورد علي الفضل كتاب من أخيه الحسن بن سهل، أني نظرت في تحويل هذه السنة في حساب النجوم فوجدت أنك تذوق في شهر كذا يوم الأربعاء حر الحديد وحر النار ورأى أنك تدخل أنت و الرضا وأمير المؤمنين الحمام في هذا اليوم وتحتجم وتصب الدم على بدنك ليزول نحسه عنك، فكتب الفضل بذلك إلى المأمون وسأله أن يدخل الحمام معه، وسأل أبا الحسن الرضا ذلك وكتب المأمون إلى الرضا ذلك وسأله؛ فكتب إليه #الرضا لست بداخل الحمام غدا ولا أرى لك يا أمير المؤمنين أن تدخل الحمام غداً ولا أرى للفضل أن يدخل الحمام غداً، فأعاد إليه الرقعة مرتين، فكتب إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام، لست بداخل الحمام فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الليلة في النوم يقول لي، يا علي لا تدخل الحمام غداً، فكتب إليه المأمون يقول، صدقت يا سيدي وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لست بداخل غدا الحمام، والفضل فهو أعلم وما يفعل قال ياسر فلما أمسينا وغابت الشمس قال لنا الرضا عليه السلام قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة، فأقبلنا نقول ذلك فلما صلى الرضا " ع " الصبح قال لنا قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذا اليوم فما زلنا نقول ذلك،فلما كان قريباً من طلوع الشمس، قال الرضا عليه السلام لي اصعد السطح أصغ هل تسمع شيئاً فلما صعدت سمعت الصيحة والنحيب وكثرة ذلك، وإذا بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان من داره إلى دار أبي الحسن الرضا " ع " وهو يقول آجرك الله يا أبا الحسن بالفضل، كان دخل الحمام فدخل عليه قوم بالسيوف وقتلوه..))
#لاحظ كيف دخل هذا الخط الكهنوتي إلى التشيع عن طريق الخلافة العباسية وأخضع بعد ذلك عقيدة الإمامة في التوكل على الله ورد القضاء بالدعاء (المحو الاثبات) إلى فكرة حتميات الوقوع والتنجيم والتي دس على نحوها أسماء الأئمة المتسلسلة في التراث كقدر محتوم منذ عهد النبي صلى الله عليه واله غير قابل للبداء وتم قبول الفكرة بعد برمجة العقلية الشيعية على ذلك.
1- فرج المهموم - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٣٢
2- نفس المصدر وعيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج ١ الصفحة ١٧٤
اكتب وصف المشرف هنا ..
اشتراك
الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني
شارك الموضوع
مواضيع ذات صلة