الشيخ الصدوق ومشكلة الدس في الاحاديث
الشيخ الصدوق ومشكلة الدس في الاحاديث
#مظفر_العميد
بعد أن ذكرنا عدداً من الأخبار التي تدل على أن السيرة التاريخية لأصحاب الأئمة قائمة على أنهم لا يعرفون المهدي بعنوان أنه الثاني عشر وأنهم لا يعرفون الإمام اللاحق على نحو وجود قائمة متسلسلة لديهم وذكرنا أن السلطات العباسية من عهد الرضا عليه السلام إلى ما يعرف بعصر الغيبة الصغرى استعانت بتقريب الأئمة لبلاط الخلافة لإضفاء للشرعية عليها وبعد أن ذكرنا أيضا بعضاً من الشواهد التي تدل على أن طبيعة المؤسسة الدينية القمية والتنجيمة السفرائية التي عاصرت زمن الأئمة تعمل وفق ميول وأجندات السلطات العباسية لترسيخ المعتقدات التي تلائم مصلحة الدولة ومنها مدعى البابية.. نذكر الآن مثالاً من بين عشرات الأمثلة التي تعطي دليلاً واضحاً على أسلوب #الدس المتعمد القائم وفق عمل ممنهج تمارسه مؤسسة دينية في صياغة العقلية الشيعية فها هو الصدوق يذكر لنا قصة دعبل الخزاعي وقصيدته التائية لكن بزيادات يورد فيها تسلسل أسماء الأئمة إذ يقول ((حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول لما أنشدت مولاي الرضا عليه السلام قصيدتي التي أولها: مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات فلما انتهيت إلى قولي: خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا عليه السلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الامام؟ ومتى يقوم؟ فقلت: لا يا سيدي إلا إني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملؤها عدلا فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم)) عيون أخبار الرضا 297 / وكمال الدين وتمام النعمة: 373
هذه النسخة من الحديث وردت في ينابيع المودة نقلاً عن فرائط السمطين للحمويني الجويني ت 722 الحديث 591 ج2 ص 377 بسنده عن الشيخ الصدوق كما نقله العلامة #المجلسي في البحار ج49 ص237 ايضا عن الصدوق والحقيقة أن هذا الحديث أورده الشيخ الصدوق تحت رقم 35 في العيون في حال أن نفس الحديث جاء قبله برقم 34 في نسخة ولم يرد فيها المقطع الأخير من تسلسل الأسماء كما ولم يرد في ترجمة دعبل في تنقيح المقال للمامقاني راجع مستدرك سفينة البحار - الشيخ الشاهرودي - ج ٨ - الصفحة ٦٢٩ كذلك لم يذكر ابو عمر الكشي في رجالة حين ذكر قصة دعبل الغزاعي رجال الکشی ج1 ص504 / معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج ٨ - الصفحة ١٤٩ ..فلم يكن في تلك النسخ أي تسلسل للأسماء .فمثلا في نسخة الرواية عن أبي عمرو الكشي ((قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ إِنْشَادِهَا: قَامَ أَبُو اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، وَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِخِرْقَةِ خَزٍّ فِيهَا سِتُّمِائَةِ دِينَارٍ، وَ قَالَ لِلْجَارِيَةِ: قُولِي لَهُ يَقُولُ لَكَ مَوْلاَيَ اِسْتَعِنْ بِهَذِهِ عَلَى سَفَرِكَ وَ أَعْذِرْنَا!))
#إذن هل كان الصدوق يعاني من مشكلة أثبات وجود الإمام الغائب فيضطر إلى دس تسلسل أسماء الأئمة في الأخبار ؟ ولو نظرنا إلى #الحديث لوجدنا نفس الإشكالية التي نحن بصدد بيانها, فأن في سنده المحدث الكبير علي بن إبراهيم القمي الذي عاش زمن الهادي والعسكري عليهما السلام والغيبة الصغرى وروى آلاف الأحاديث عن أبيه وعن أبن عمير صاحب المراسيل وغيرهما ولم يكلف نفسه بنقل حديث واحد عن أئمته الذين عاصرهم وهو يحمل تسلسل أسمائهم في جعبته ولم يكلف نفسه لتتبع أخبارهم ونقلها لدفع عقيدة الجبرية التي كانت شائعة بين القميين الذين كانوا من أهل الحديث وفق عقيدة المتوكل العباسي كما ذكرنا.. أما في عهد الشيخ الصدوق فتظهر تلك الأحاديث وكأنها من المسلمات التي كان يعيشها الشيعة.. فلنلاحظ حجم الدس والتدليس والفبركة .. سنقف مع هذه الحديث في مقالات قادمة لإثبات حجم الدس في عصر التدوين يتبع
اكتب وصف المشرف هنا ..
اشتراك
الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني
شارك الموضوع
مواضيع ذات صلة