الاعتقاد اللاتقليدي في المنظور القرآني ودكتاتورية العقل في التقليد المذهبي
الاعتقاد اللاتقليدي في المنظور القرآني ودكتاتورية العقل في التقليد المذهبي
#مظفر_العميد
لا شك ولا شبهة أننا نعتقد أن هذه الأرض سيأتي عليها يوم تملأ عدلا كما ملئت جورا ولا شك أننا حين نتحدث عن العقلية المهدوية لا نريد ان نسيء لأصل المعتقد لكننا نريد أن نلفت إلى حجم التلاعب فيه والذي أكسبه هذه الدكتاتورية الفكرية.
فعندما نتحدث عن وجود المهدي أو ولادته ينبغي أن لا يحتج علينا احد بقال المرجع أو حكا السيد, ليس لعدم الوثوق بما يقول العلماء لكن ليقيننا أن هنالك عقلية دكتاتورية مذهبية تحكم المجتمع لا تختلف من حيث الصرامة عن أي دكتاتورية يمكن أن يعيش معها عالم ناصح تقية فقد يستطيع الإمام الهادي (عليه السلام) مثلاً أن لا ينسب أمرة المؤمنين إلى المتوكل أمام شيعته ولكن لا يستطع عالم دين أن يتفوه بكلمة بشأن وجود المهدي أمام مريديه.
#ومن هنا أولا فلنفهم أن العقائد لا تقوم أو ترتكز على بيانات استدلالية على نحو النظرية المحضة, بل إن مقوماتها هي المشاهدة الحية فالنظرية وأن أمن بها العقل المنطقي إلا أنها تبقى بعيدة عن القلب إذ أن عالمه الوجود الحي #قال_تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة : 260] وفي هذه الآية المباركة يتجسد معناً راق حول العقائد ولنقرا ما قال صاحب الميزان ((و في قوله: أرني كيف تحيي الموتى، دلالة: أولا على أنه (عليه السلام) إنما سأل الرؤية دون البيان الاستدلالي، فإن الأنبياء و خاصة مثل النبي الجليل إبراهيم الخليل أرفع قدرا من أن يعتقد البعث ولا حجة له عليه، والاعتقاد النظري من غير حجة عليه إما اعتقاد تقليدي أو ناش عن اختلال فكري و شيء منهما لا ينطبق على إبراهيم (عليه السلام)، على أنه (عليه السلام) إنما سأل ما سأل بلفظ كيف، و إنما يستفهم بكيف عن خصوصية وجود الشيء لا عن أصل وجوده))1 ونحن آمنا بالمهدي ليس إيمانا بذلك الشخص الذي أدعي انه ولد قبل ألف وأربعمائة سنة بل إننا آمنا بالسنة الإلهية التاريخية مشاهدة ويقيناً وأنها تحوي في طياتها ذلك قضية ذلك المنقذ, إلا أن هذا الإيمان كان مشفوعا باختلال فكري ناشئ من اعتقاد تقليدي مذهبي رسم في صقع الأنفس عالماً عميقاً واسعاً عن تلك #الشخصية تشارك جميع أفراده فيه عروة المذهبية وذابوا في ذلك الغائب إلى حد الولاء المطلق والدفاع المستميت فهم وإن أدانوا بالطاعة كل لمرجعه أو قائده أو سيده إلا أن مملكة الرب الأعلى دستورية لديهم لا ينبغي أن يشذ أحد منها عن ولاء الملك المعظم والسلطان الأعظم الحجة محمد بن الحسن عليه السلام مهما يكن مقامه.
#نعم إنها العقائد صور تخلق في صقع النفوس, لهذا لا تقليد فيها ولو أن هنالك تقليداً وتسليماً لقول دون مشاهدة ورؤية ينعقد عليها القلب لقلد إبراهيم الخليل عليه السلام ربه الجليل لقول مسموع يصف الباري فيه نفسه بالمحيي فيسلم النبي لقول الله دون مشاهدة. لكنه جل شأنه أراد لقلب النبي أن ينعقد على رؤية الإحياء مشاهدة وليس وصفاً.
#وإذا كان خالق الأكوان قد أبى أن يرغم نبيه الاعتقاد بقول نظري دون مشاهدة ودراك قلبي فل يمكن أن يكون هنالك تقليد في العقائد لقول مرجع أو باحث أو خطيب وكيف بعد ذلك لمن فتش عن الظهور وأراد أن يعرف طريق الفرج فوجد الخطب الهائل والاختلال الفكري الكبير في شكل عقيدة المهدي, هل يمكن بعد ذلك أن يحتج عليه بكلمة من مرجع أو خطبة من خطيب وهو يعلم أن الجميع أسرى في المملكة المذهبية؟ لا يمكن أن تغير كلمة أو وصف نظري أو قاعدة عقلية ما يعتقد الإنسان لأن الصورة التي وقعت في صقع النفس وانعقد القلب عليها والعالم الذي نشا من البحث والتحقيق لا يطمئن بعده لكلمة من أحد وإنما يحتاج أن رؤية حية أخرى تغير ما بداخله من معتقد .. هذا قانون الخليقة.
#هنا نعرف معنى أن لا تقليد في العقائد لأن العقائد ينبغي أن تكون رؤية معقود عليها قلب الإنسان بمشاهدة الآيات والبينات ولا تتغير بقول ما لم يتغير صقع النفوس.
#ولهذا أرجو أن لا يأتيني أحد بكلمة قال المرجع وحكا الخطيب وأجمع الشيعة.. #لا_تقليد_في_العقائد
اكتب وصف المشرف هنا ..
اشتراك
الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني
شارك الموضوع
مواضيع ذات صلة