من نحن
بسم الله الرحمن الرحيم : بعد كثرة الدعوات المهدوية كدعوة ابن الامام التي ادعاها دجال البصرة احمد الحسن المعروف بأبن كويطع ودعوة وزير الامام ودعوة رسول الامام وغيرها وبعد الكثير من السياسات التي مُررت باسم المهدي ـ سلام الله عليه ـ كالتمهيد الإيراني الذي يدعيه علي الكوراني وبعد تصريح الكثير بحصول العلامات وتحقق العلامات وحصول وتزايد النسبة الأحتمالية لساعة الفرج والظهور ارتأيت كحوزوي وباحث في التاريخ وعلم الاجتماع . البحث في قضية المهدي من النواحي الثلاث العقائدية والتاريخية والسلوك الاجتماعي . وبعد البحث والتقصي للأخبار التي وردت بخصوص المصلح القائم المهدي ـ عليه السلام ـ ومدى قوة وضعف اسانيدها ومتعارضاتها ودلالاتها المتنية وبعد دراسة المفاهيم الاسلامية التي ترتبط بتربية المجتمعات ثبت لي من خلال البحث الى ان المهدي ـ عليه السلام ـ لا دليل قطعي من الناحية التاريخية على ولادته إلا من الناحية العقائدية فلا يمكن بحال من الأحوال أنكان ظهور المهدي في وقت من الأوقات ليملأ الارض عدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ومن ينكر ذلك ممن ينتمي للاسلام مع كل تلك الاخبارواجماع الامة فهو إما جاهل يحتاج إلا تعليم وإما مكابر, فمن الناحية العقائدية إن فكرة المهدي وظهوره ليست فكرة تختص بالطائفة الأمامية وإنما هو حدث أخبر به النبي صلى الله عليه واله وصحبه وهيأ له بأحاديث أتفق عليها المسلمون فأصل قضية المهدي لا يمكن إنكارها كما فعل احمد الكاتب مثلاً حين وجد أن الروايات الدالة على ولادة المهدي في العام 255 هـ ضعيفة السند وغير قابلة للإثبات التاريخي أنكر كل قضية المهدي فهذه الآلاف من الروايات في مصادر المسلمين من غير المعقول ان تكون كلها موضوعة ومدسوسة في تراث المسلمين فمن له القدرة في أن يضع مثل هذه الاخبار وفي ازمان مختلفة فتتفق على شخصية واحدة تملأ الارض عدلاً!؟ فمن غير الممكن ان يكون ذلك. اذن قضية المهدي كعقيدة هي امر ثابت لا يمكن انكاره , لكن يبقى السؤال هل ولد المهدي ـ عليه السلام ـ كما تقول الطائفة الأمامية في عام 255 هـ أم أن المهدي ليس إلا رجلا أو عالماً وإماماً مصلحاً من ذرية فاطمة يولد في فجر زمان ظهوره كما هي عقيدة عامة المسلمين ؟ نعم محيث الإمكان يمكن ذلك لكن ما يحدد ذلك هو التوسع في البحث في قضية المهدي على مستوى أسانيد الروايات وعلى مستوى البحث التاريخي في الأحداث والسلوك الاجتماعي للمسلمين في زمن المعصومين . وأما من ناحية تاريخية فالبحث عن ولادة المهدي كحادثة وقعت في التاريخ يحتاج ثبوتها إلى تواتر الأخبار حتى تشكل معتقداً فهي ليست حكم فقهي ينعقد بالخبر الظني كخبر الثقة مثلاً وإنما هي معتقد ينبغي ان يترسخ في ذهن الإنسان بعيداً عن التقليد وهذا هو المفهوم والمراد من الاعتقادات اليقينية التي لا تقليد فيها وهذا هو المراد من مفهوم أن لا تقليد في العقائد . والباحث في تاريخ ولادة المهدي لا يجد دليلاً قطعياً على ولادة المهدي في العام 255 او 256 هـ وإنما هي مجموعة من الأخبار المرسلة والضعيفة السند التي لا تقّوم دلالة قطعية على ولادة المهدي بالإضافة إلى وجود حوادث في التاريخ يفهم منها كسلوك اجتماعي لتلك الفترة أن لا وجود لعقيدة مترسخة اجتماعياً ان المهدي هو محمد بن الحسن العسكري لا على أساس سيرة المتشرعة ولا على مستوى اعتقاد العامة ويتضح ذلك من خلال البحث . ومن هنا ياتي البحث على مستوى السلوك والتربية الاجتماعية فالمجتمع الإسلامي يؤمن بان المهدي ـ عليه السلام هو المنقذ الذي يخلص الناس من الظلم, والإخبار بان ذلك الشخص المنقذ سيولد بعد زمن او انه لم يولد سيؤدي إلى تشتت الأنظار او فالنقل ان ترك الامة بدون امام سيؤدي الى تفكك الشريحة الاجتماعية التي تؤمن بالمهدي وضياعها والتي من المفترض انها تحمل تلك الاحكام التي من خلالها يستطيع المهدي ـ عليه السلام ـ أن يملأ الأرض عدلاً من هنا لا بد من ان يعيش المجتمع مع المقذ وجودا حياً يترقبه في كل وقت كعنوان وجهة تمثل القطب والإمامة . فوجود المهدي كعنوان حي يعني حفظ الشريعة .وسيتضح هذا من خلال البحث بالأدلة.
من هنا كانت قضية المهدي قضية تخطيط لمصلح يولد في فجر زمان ظهوره .
وهنا أقولالكل يستطيع ان يجمع جيشاً أو يدعي أنه أبن المهدي أو وزير المهدي أو رسوله أو أنه السياسي او الدولة او المليشيا التي تنصر المهدي . لكن إن سألتهم كيف وأين ومتى وفي اي مكان ستلتقون بالمهدي وبذلك العنوان ؟ لقالوا سيظهر وسيبايعه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فينفون عن أنفسهم الخصوصية بالمهدي وتنقطع صلتهم المليشياوية او السياسية او الاجتماعية العملية بالمهدي ويرتبطوا به كعقيدة كلاسيكية لا فرق بينهم وبين اي عامي غيرهم . ولأجل هذا كتبنا هذا البحث ليتضح كيفية الظهور لا يقع أحد في مصائد الدجالين.
الباحث مظفر العميد
فهرست البحث
http://mahdimuntadar.blogspot.com/2014/04/blog-post_12.html