الإمامة من أحكام المدينة وبيناتها إلى كهنوت العراق وخرافاته.

الإمامة من أحكام المدينة وبيناتها إلى كهنوت العراق وخرافاته.

من طرف الباحث مظفر العميد  |  نشر في :  أغسطس 17, 2021 0

الإمامة من أحكام المدينة وبيناتها إلى كهنوت العراق وخرافاته.
#مظفر_العميد
 مرة أخرى نجد فجوة هائلة بين قبس الحقيقة الضائع ومورثنا الخرافي الذي سطرته لنا كتب الخرائج والبحار وأمثالها عن معاجز الأئمة وخوارق العادة.  فتجد الإمام الهادي عليه السلام مثلا ذلك الإنسان الذي لم يطلعه الله على غيبه في المدينة تمسي سيرته أساطير بجهود الكهنوت الوضاع.
#فها هو صاحب مروج الذهب يحكي عن يحيى بن هرثمة حين وجهه المتوكل العباسي لإشخاص علي بن محمد الهادي ـ عليه السلام ـ إلى سامراء إذ يقول ((وَجَّهني المتوكل إلى المدينة لِإشخاص علي بن محمد بن علي بن موسىِ بن جعفر لشيء بلغه عنه؛ فلما صرت إليها ضجَّ أهلها وعجوا ضجيجاً وعجيجاً ما سمعت مثله.... فبينا أنا نائم يوماً من الأيام، والسماء صاحية، والشمس طالعة؛ إذ ركب وعليه ممطر، وقد عقد ذنب دابته، فعجبت من فعله، فلم يكن بعد ذلك إلا هنيهة حتى جاءت سحابة فأرخت عَزَاليها، ونالنا من المطر أمر عظيم جداً، فالتفت إليَّ، وقال: أنا أعلم أنك أنكرت ما رأيت وتوهمت أني علمت من الأمر ما لا تعلمه، وليس ذلك كما ظننت، ولكن نشأتُ لبادية، فأنا أعرف الرياح التي يكون في عقبها المطر، فلما أصبحت هَبتْ ريح لا تخلف وشممت منها رائحة المطر، فتأهبت لذلك))(1) وهنا الإمام لا يتحدث عن معجزة ولا أمر خارق بل جل ما حدث أنه أدرك وقوع المطر كأي متنبئ جوي يقوم بقراءة الطقس لمجموعة البيانات المناخية. ثم أنظر إلى صاحب الخرائج كيف جعل منها ملحمة أسطورية خرافية ترجم في أعماق الغيب وأضاف إليها قصة الأسد والصورة.(2) راجع
#أما جعفر الصادق وأبيه محمد بن علي الباقر عليهم السلام فيخبرنا التاريخ كيف تم مساومتها بأموال طائلة من قبل المغيرة بن سعيد لأجل صناعة الخرافة  التي كانت تدر الأموال درا من العراق.  
#ويبدو أن المغيرة يعرف اثر الكهانة وتأثيرها على المجتمع العراقي سياسيا ودينيا "ولقد ذكرنا فيما مضى كيف أن بنو المنجم نوبخت بلغو قمة السلطنة من خلال التنجيم والكهانة". فيذكر لنا صاحب أنساب الأشراف قائلاً((وأتى المغيرة جعفر بن محمد بن علي بن الحسين فقال له: أقر بعلم الغيب حتى أجبي لك العراق. فقال: أعوذ بالله. ثم أتى محمد بن علي بن الحسين فقال له مثل ذلك فزجره وشتمه))(3) ويقال أن المغيرة هذا قد دس مائة ألف من الأحاديث المكذوبة على الأئمة عليهم السلام (4) إذن فما بالك بكل ذلك التاريخ الطويل إذا كان هذا حال واحد من المغالين فيه!!؟.
#وعلى_هذا ضع في ذهنك إلى أن نصل: هل عمل الخط الكهنوتي الوضّاع على تحريف اسم مريم بنت زيد العلوية التي قيل أنها زوجة الحسن العسكري ـ عليه السلام ـ  إلى نرجس  بنت يشوعا  لوجود تشابه  أو تبادر بالمعنى أو العنوان بين اسم مريم "العذراء" و العقيدة النصرانية  ليختلط ويشتبه الأمر على العوام وليتطابق العنوان الجديد المُخترع للأم مع الروايات القائلة أن المهدي ابن أمة سبية؟ كما تم تصحيف اسم حكيمة بنت موسى بن جعفر عليه السلام إلى حكيمة بن محمد الجواد لتكون القابلة والشاهد الوهمي لقصة الولادة المليئة بالمغيبات والخرافات وخوارق العادة.؟؟؟  
لكن السؤال لماذا كان العراق قابلا كبيرا للخرافات؟ الجواب لأن العراق كان يعج  بالمجوس الأعاجم التي تؤمن بالكاهنة والتنجيم والرجم بالغيب, لاحظوا كيف يتم السيطرة على العقول الآن بقضايا المغيبات وما وراء المحسوسات واللقاءات المدعاة مع المهدي الذي يدّعى أنه لا يراه إلّا المراجع..
 وكلامي هذا جواب لمركز الأبحاث العقائدية الذي يشرف عليه #مكتب_السستاني ليصححوا إجابتهم القائلة ( أنها زوجة واحدة لأسماء متعددة) دون تمييز
  المصادر
1- #مروج_الذهب للمسعودي / إشخاص المتوكل للإمام الهدي عليه السلام
2- #الخرائج_والجرائح القطب الراوني ج1 ص400
3- #أنساب_الأشراف للبلاذري ج 3 ص182
4- #تنقيح_المقال في علم الرجال: المامقاني، جلد : 1  صفحه : 64