الدعوات المهدوية وعقيدة المهدي لدى الشيعة الاوائل :
من طرف الباحث مظفر العميد |  نشر في : فبراير 08, 2014
0
ان عقيدة وجود اثنا
عشر إماما بعد النبي هي عقيدة موروثة عن النبي صلى الله عليه واله ولدى الفريقين
من المسلمين . ولكن ليس هنالك عقيدة لدى
الشيعة تثبت أنهم يعرفون أئمتهم قبل ان يولدوا بل الظاهر ان الامام السابق يوصي
الى الإمام اللاحق فتثبت إمامته. اما عقيدة المهدي عند الشيعة الاوائل فلم يكن
عنوان المهدي فيها هو الثاني عشر فالشيعة بين من ادعى الإمامة لغير ائمة اهل البيت
وبين من اعتقد ان امام عصره في ذلك الزمن هو المهدي ومثل هذه الاعتقادات لدى كبار صحابة
الائمة كاشفة عن عدم ترسخ عقيدة المهدي بعنوانه محمد بن الحسن العسكري في عصر
الائمة والادلة على ذلك.
اولا الشيعة الذين
ادعوا المهدوية لغير ائمة اهل البيت
فمهم من ادعى
المهدوية لابن الحنفية ومنهم من ادعاها من بعده لابنه ابا هاشم ومن هم من ادعى
المهدوية لمحمد المعروف بذي النفس الزكية وغير ذلك ونذكر مثلا في كتاب فرق الشيعة ص24 مايشير الى ذلك
(وفرقة قالت ان محمد بن الحنفية رحمه الله هو المهدي...فلما توفي ...تفرق اصحابه...فرقة قالت ان محمد بن الحنفية هو المهدي سماه عليا
مهديا لم يمت ولايموت ولكنه غاب ولايعلم اين هو...وفرقة قالت ان محمد بن الحنفية
حتى لم يمت وانه مقيم بجبال رضوى) وذكر صاحب كتاب مقاتل الطالبيين في * (
باب ما ذكر في تسميته بالمهدي ) *
(((حدثني
عمر بن عبد الله قال : أخبرنا عمر بن شبة وحدثنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم واحمد
بن عبد العزيز قالا : حدثنا عمر قال : حدثني يعقوب بن القاسم ابن محمد بن يحيى بن زكريا
بن طلحة بن عبيدالله قال : حدثني علي بن أبي طالب ابن سرح - احد بني تيم الله - قال
: اخبرني مسمع بن غسان : ان فاطمة بنت الحسين كانت تقبل نساء بنيها واهل بيتها حتى
قال لها بنوها : خشينا ان نسمي بني القابلة . فقالت : إن لي طلبة لو ظفرت بها لتركت
ما ترون . فلما كانت الليلة التي ولد فيها محمد بن عبد الله قالت : يا بني إني اطلب
امرا وظفرت به فلست بعائدة بعد اليوم إن شاء الله تعالى فهي التي اوقعت ذكره . 161
وقال
أبو زيد - فيما حدثني من قدمت ذكره - حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر الجعفري عن امه
رقية بنت موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن سعيد ابن عقبة الجهني - وكان عبد الله
بن الحسن اخذه منها فكان في حجره - قال . ولد محمد وبين كتفيه خال اسود كهيئة البيضة
عظيما فكان يقال له . المهدي وكان يسمى صريح قريش .
حدثني
عيسى بن الحسين الوراق قال . حدثنا احمد بن الحارث قال . حدثني المدائني عن ابن دأب
قال . حدثني عمير بن الفضل الخثعمي قال . رايت ابا جعفر المنصور يوما وقد خرج محمد
بن عبد الله بن الحسن من دار ابنه وله فرس واقف
على
الباب مع عبد له اسود ، وابو جعفر ينتظره فلما خرج وثب أبو جعفر فأخذ بردائه حتى ركب
، ثم سوى ثيابه على السرج ومضى محمد فقلت وكنت حينئذ اعرفه ولا اعرف محمدا . من هذا
الذي اعظمته هذا الاء عظام حتى اخذت بركابه 162 وسويت عليه ثيابه ؟ قال : اوما تعرفه
؟ قلت : لا . قال : هذا محمد بن عبد الله ابن الحسن بن الحسن مهدينا اهل البيت .
حدثني
أحمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن الحسن ، قال : حدثني عبد الله ابن محمد ، عن حميد
بن سعيد ، قال : لما ولد محمد بن عبد الله سربه آل محمد ، وكانوا يروون عن النبي صلى
الله عليه وآله أن اسم المهدي محمد بن عبد الله فأملوه ، ورجوه ، وسروابه ، ووقعت عليه
المحبة ، وجعلوا يتذاكرونه في المجالس ، وتباشرت به الشيعة . وفي ذلك يقول الشاعر
:
ليهنكم
المولود آل محمد * إمام هدى هادي الطريقة مهتدي
يسوم
أمي الذل من بعد عزها * وآل ابي العاص الطريد المشرد
فيقلتهم
قتلا ذريعا وهذه * بشارة جديه علي وأحمد
هما
أنبانا أن ذلك كائن * برغم أنوف من عداة وحسد
أمية
صبرا طال ما أطرت لكم * بنو هاشم آل النبي
ولربما كانت هذه
العقيدة تطابق عقيدة ابناء العامة في
وايضا هي كانت عقيدة لدى بعض الشيعة
فمن
هذه الشواهد يذكر صاحب مقاتل الطالبيين166((( حدثني أحمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى
بن الحسن ، قال : حدثني عبد الله ابن محمد ، عن حميد بن سعيد ، قال : لما ولد محمد
بن عبد الله سربه آل محمد ، وكانوا يروون عن النبي صلى الله عليه وآله أن اسم المهدي
محمد بن عبد الله فأملوه ، ورجوه ، وسروابه ، ووقعت عليه المحبة ، وجعلوا يتذاكرونه
في المجالس ، وتباشرت به الشيعة . وفي ذلك يقول الشاعر :
ليهنكم
المولود آل محمد * إمام هدى هادي الطريقة مهتدي
يسوم
أمي الذل من بعد عزها * وآل ابي العاص الطريد المشرد
فيقلتهم
قتلا ذريعا وهذه * بشارة جديه علي وأحمد
هما
أنبانا أن ذلك كائن * برغم أنوف من عداة وحسد
أمية
صبرا طال ما أطرت لكم * بنو هاشم آل النبي محمد
قال
أبو الفرج علي بن الحسين : والروايات في هذا كثيرة يكتفي منها بما مضى .
وهذا
الكلام يدل على شهرة اسم المهدي على اساس ما روي عن النبي قوله صلى الله عليه واله
يواطئ اسمه اسمي واسم ابيه اسم ابي لدى الشيعة الاوائل وكذا يروي النوبختي ...وفرقة منها قالت بامامة محمد بن
عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام ثم قالوا بمهدويته لاحظ
هذه الرواية في مقاتل الطالبيين
وأخبرني
أحمد بن محمد بن سعيد ، قال يحيى بن الحسن ، قال : حدثني موسى بن عبد الله بن موسى
عن أبيه ، قال : ولد محمد بن عبد الله وبين كتفيه خال أسود كهيئة البيضة عظيما ، وكان
يقال له صريح قريش وهو المهدي . وكان صريحا وقد قال فيه الشاعر وهو سلمة بن أسلم الجهني
:
إن الذي
يروى الرواة لبين * إذا ما ابن عبد الله فيهم تجردا
له خاتم
لم يعطه الله غيره * وفيه علامات من البر والهدى
هنا
حتى الشعراء وكلماتهم تدل على لاتدل على اعتقادهم
بالثاني عشر وانما تطابق ما روي عن النبي فاعتقدوا ان ذا النفس الزكية هو المهدي ايمانا
بما روي عن النبي صلى الله عليه واله حيث قال (يواطئ او اسمه اسمي واسم ابيه اسم ابي)))
ثانيا الاحاديث التي
ورد فيها اعتقاد بمهدوية بعض الائمة في زمانهم من قبل كبار صحابتهم وهو امر كاشف
عن عدم وجود عقيدة لدى خواص الائمة بالثاني عشر بعنوان محمد بن الحسن العسكري .
فمثلا كان الامام الباقر عليه السلام يقول قال: " لا تزالون تمدون أعناقكم إلى
الرجل منا تقولون: هو هذا فيذهب الله به حتى يبعث الله لهذا الامر من لا تدرون ولد
أم لم يولد، خلق أم لم يخلق ".
ايضا:
حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن محمد بن أحمد القلانسي، عن محمد بن علي،
عن محمد بن سنان، عن أبى الجارود قال: سمعت أبا جعفر(1)(عليه السلام) يقول: "
لا يزال ولا تزالون تمدون أعينكم إلى رجل تقولون: هو هذا إلا ذهب حتى يبعث الله من
لا تدرون خلق بعد أم لم يخلق )) وايضا(( لا تزالون ولا تزال حتى يبعث الله لهذا الامر
من لا تدرون خلق أم لم يخلق ".)) وهذه
رواية تتحدث بشكل جلي بل تنفي ان يكون الامام المهدي هو ابن العسكري ((محمد بن يعقوب
الكليني قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن أحمد ابن إدريس(3)، عن محمد بن أحمد، عن جعفر
بن القاسم، عن محمد بن الوليد الخزاز، عن الوليد بن عقبة، عن الحارث بن زياد، عن شعيب،
عن أبى حمزة قال: " دخلت على أبي عبدالله(عليه السلام) فقلت له: أنت صاحب هذا
الامر؟ فقال: لا، فقلت: فولدك؟ فقال: لا، فقلت: فولد ولدك؟ فقال: لا، قلت: فولد ولد
ولدك؟ قال: لا، قلت: فمن هو؟ قال: الذي يملاها عدلا كما ملئت [ظلما و] جورا، لعلى فترة
من الائمة)) لاحظ ان الجواب جاء في سياق السؤال عن النسب القريب وكان جواب الامام بابعاد
هذا النسب من حيث الفترة الزمنية ولكن دون الاخلال بالتخطيط فاشار الى بعثته على فترة
من الائمة مشبها تلك الفترة بالفترة التي كانت قبل بعثة الرسول صلى الله عليه واله.
ومنها ان احد اصحاب الامام الصادق عليه السلام يبشره بخروج عمه زيد مدعياً المهدوية.
فعن أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي المغيرة، عن أبي الصباح، قال:
" دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال لي: ما وراءك؟
فقلت: سرور من عمك زيد، خرج يزعم أنه ابن سبية، وهو قائم هذه الأمة، وأنه ابن خيرة الإماء.
فقال: كذب، ليس هو كما قال، إن خرج قتل. كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ج ١ - الصفحة ٢٣٢
ومنها ان احد اصحاب الامام الصادق عليه السلام يبشره بخروج عمه زيد مدعياً المهدوية.
فعن أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي المغيرة، عن أبي الصباح، قال:
" دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال لي: ما وراءك؟
فقلت: سرور من عمك زيد، خرج يزعم أنه ابن سبية، وهو قائم هذه الأمة، وأنه ابن خيرة الإماء.
فقال: كذب، ليس هو كما قال، إن خرج قتل. كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ج ١ - الصفحة ٢٣٢
رواية النعاماني في الغيبة الواردة عن ايوب بن نوح قال حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن سعد بن عبدالله عن أيوب بن نوح قال: قلت لابى الحسن الرضا(عليه السلام): " إنا نرجو أن تكون صاحب هذا الامر، وأن يسوقه الله إليك عفوا بغير سيف، فقد بويع لك، وقد ضربت الدراهم باسمك، فقال: ما منا أحد اختلفت الكتب إليه واشير إليه بالاصابعوسئل عن المسائل وحملت إليه الاموال إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله لهذا الامر غلاما منا خفى المولد والمنشأ، غير خفى في نسبه "
فرغم منزلة ايوب بن نوح وأني وكيل لابي الحسن الرضا عليه السلام لكنه لم تكن عقيدته أن الثاني عشر هو المهدي
قال النجاشي: «أيوب بن نوح بن دراج النخعي أبو الحسين، كان وكيلالأبي الحسن(عليه السلام)، وأبي محمد(عليه السلام)، عظيم المنزلة عندهما مأمونا، وكان شديد الورع، كثير العبادة، ثقة في رواياته، وأبوه نوح بن دراج كان قاضيا بالكوفة، وكان صحيح الاعتقاد، وأخوه جميل بن دراج، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب، قال: حدثنا الطاطري، قال: قال محمد بن سكين: نوح بن دراج دعاني إلى هذا الأمر.
فرغم منزلة ايوب بن نوح وأني وكيل لابي الحسن الرضا عليه السلام لكنه لم تكن عقيدته أن الثاني عشر هو المهدي
قال النجاشي: «أيوب بن نوح بن دراج النخعي أبو الحسين، كان وكيلالأبي الحسن(عليه السلام)، وأبي محمد(عليه السلام)، عظيم المنزلة عندهما مأمونا، وكان شديد الورع، كثير العبادة، ثقة في رواياته، وأبوه نوح بن دراج كان قاضيا بالكوفة، وكان صحيح الاعتقاد، وأخوه جميل بن دراج، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب، قال: حدثنا الطاطري، قال: قال محمد بن سكين: نوح بن دراج دعاني إلى هذا الأمر.
هذا بالاضافة الى
الروايت التي ذكرناها في صفحة حرمة التسمسة والتي بمجموعها تعطي دلالة قطعية على
ان عقيدة المهدي الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري لم تكن موجودة لدى الشيعة.
التسميات: حقائق تاريخية
نبذة عن الكاتب
اكتب وصف المشرف هنا ..
اشتراك
الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني
شارك الموضوع
مواضيع ذات صلة