شيوخ القميّين أهل الحديث مع سياسة الدولة العبّاسية
شيوخ القميّين أهل الحديث مع سياسة الدولة العبّاسية
#مظفر_العميد
ونحن نتطرق إلى الأدلة التي نريد أن نعرف من خلالها طبيعة المؤسسة الدينية آنذاك واتجاهاتها السياسية ومشروعها المؤدلج في ما يعرف بعصر الغيبة وما بعدها ينبغي أن نلتفت بين فينة وأخرى إلى ما خطته أقلام الباحثين في حاضر عصرنا فإننا سنجد مابين السطور رؤى تلمع إلى ما ذهبنا إليه وإن كانت لم تطلق العنان للصراحة أو لأنها بطبيعتها لا تجيد القفز خارج سور التقاليد ولا تعتني بما بعده, لكن الواقع لن يخرج من كون تلك الحقائق مقدمات يقينية لصناعة البرهان أو لصناعة النتيجة التي تراهق القطع وفق حساب الاحتمالات حيث نريد أن نعرف سلوك تلك المؤسسة والخط السفرائي وهل يعضد ذلك السلوك صحة الأخبار الواردة عن الغيبة والولادة أم يعطي دليلا على فبركتها ..
#وعلى_هذا ينبغي أن نعرّج على مدرسة القميين التي نشأت في منتصف القرن الثاني على ما ذكر والتي شكلت بعد ذلك أي في عصر الغيبة الداعم الرئيسي للسفراء والمروج الأكبر لمدعياتهما ثم أصبحت المحدث الأساس للشيعة الأثني عشرية تلك المؤسسة التي قيل عنها أن لولاها لساخت الأرض.
وبالبحث والتقصي تُفاجئنا الوقائع التاريخية بحقائق تشير إلى أن هذه المؤسسة ذات ميول عبّاسية تمارس التدين بغطاء إمامي..فيذكر لنا العلامة مرتضى المهري في مباحثات رجالية مع أستاذه السستاني في اعتبار العلل للفضل بن شاذان. إذ يقول المهري ((ويرجع تاريخ تفوق أصحاب الحديث في المجتمع الإسلامي إلى عهد المتوكل حيث رأى حرية التفكير معارضة لإدامة سلطانه فخلق جواً مساعداً للتقيد بالماضي والاعتماد على الحديث مهما كان ليمنع من بروز الأفكار الحديثة ومن ذلك نشأت مدرسة احمد بن حنبل لدى العامة. وأثرت هذه الموجة من الثقافة المحافظة على الأوساط العلمية لدى الشيعة أيضاً وكانت قم في ذلك العهد مركز أصحاب الحديث ومن هنا نرى في كتب الرجال استنكار بعض علماءهم لطريقة يونس بن عبد الرحمن والفضل بن شاذان حيث كانا من الفقهاء والمجتهدين بل حتى مثل زرارة وهشام بن الحكم)).
#ولا_أعلم كيف أثرت سياسة المتوكل على مدرسة بين ظهرانيها أئمة أهل بيت العصمة؟ إلا أن تكون تلك المؤسسة هي خاضعة بالأساس إلى الدولة العباسية وتنفذ سياساتها ((كما نشاهد المؤسسة الدينية الآن تتظاهر بالمبدئية لخط آل البيت وهي تشيد أركان ملك السلطة الحالية..عباسيو آخر الزمان)) وهل تعتبر الإقامة الجبرية مانعاً عن الرجوع للأئمة عليهم السلام حتى تأخذ تلك المدرسة أحاديثها عن علي بن موسى الرضا ومن كان قبله من الأئمة دون الرجوع إلى الإمام الحاضر؟ قال السيد كمال الحيدري في مباحث #خارج_الأصول – تعارض الأدلة 167 ((أن الأئمة الثلاثة المتأخرون كانوا في الإقامة الجبرية ولا يوجد ارتباط بهم والروايات المروية عنهم قليلة ولذا تجد تعظيم علماء السنة للإمام الرضا ولمن كان قبله يعطون لهم درجة الإمامة من دون العصمة, ولكنهم لا يرون هذه المنزلة لما بعدهم من أئمة الشيعىة الجواد ومن بعده مستشهدا بكتاب سير أعلام النبلاء للذهبي ويكمل يقول لهذا ولا يعلم اتصالات من قبل الشيعة مع الأئمة في عهد الهادي والحسن العسكري عليهم السلام ))
#ومن_هنا يتبين أن هذه المدرسة القمّية مدرسة حديثية سلفية إلا أن طريقة سلفيتها لا ترجع إلا عهد صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله بل يرجع إلى عهد صحابة الأئمة الرضا ومن كان قبله عليه السلام..
فهل كان الوضع مزري لدرجة أن الإمام لا يستطيع حتى البت في مسألة أهل الحديث والاجتهاد ؟ وهل كان القمّيون إلى هذه الدرجة التي لا يستطيعون فيها مواصلة الأئمة؟ ينبغي أن نجيب على هذا السؤال فإذا كان باستطاعتهم الوصول للأئمة عليهم السلام وهل تصل #التقية إلى أن يتفردوا بآرائهم ويصبحوا من أهل الحديث طبقا لسياسة الدولة فيقتصروا في رجوعهم للرضا ومن كان قبله (عليهم السلام) ويشنعون على أهل الاجتهاد "برأيهم" دون رأي المعصوم الحاضر آنذاك.؟ يتبع
اكتب وصف المشرف هنا ..
اشتراك
الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني
شارك الموضوع
مواضيع ذات صلة