الشيخ الصدوق والدس الممنهج
الشيخ الصدوق والدس الممنهج
#مظفر_العميد
ونستمر مع رواية دعبل الخزاعي وقصيدته التائية, فإن قوله "خروج إمام لا محالة خارج" كان يقصد به الرضا ـ عليه السلام ـ نفسه ولهذا لربما استشعر هذا المعنى من دس تسلسل الأسماء في الحديث 35 .
#فلذا لابد من قراءة أخرى لسندي الحديثين بالرقم 34 و35 / عيون أخبار الرضا 297 / فالحديث 34 مروي عن ((الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهما قالا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي)) وليس فيه ذكر لأسماء الأئمة فلم يذكر الرضا عليه السلام أي إمام من بعده أما في الحديث رقم 35 المروي عن ((أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي)) فهو الذي ذكر فيه تسلسل أسماء الأئمة قائلاً ((فقال: "الإمام" يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم))
#طبعا مع الإغماض عن اختلاف نسخ الرواية في المصادر الأخرى التي تطيح بصحة خبر الصدوق 35 سنقتصر في الحديث على سندي الروايتين وبالخصوص عن احمد بن زياد الهمداني والحسين بن إبراهيم المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق, والثلاثة تقاة بناء على ترضي الصدوق عليهما قال الخوئي: (( أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني: من مشايخ الصدوق، ذكره مترضيا عليه، في المشيخة،.)) معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج ٣ - الصفحة ٦٣
#أما عن الحسين بن ابراهيم فقد قال ((الحسين بن إبراهيم بن أحمد. روى عن علي بن إبراهيم بن هاشم. الفقيه، المشيخة: ... أقول: هو من مشايخ الصدوق وقد ترضّى عليه في جميع هذه الموارد )) معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج ٦ - الصفحة ١٨٩
#وأما عن الوراق فقال (( علي بن عبد الله الوراق: من مشايخ الصدوق - قدس سره - روى عن سعد بن عبد الله. الفقيه...وترضى عليه في العيون)) معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج ١٣ - الصفحة ٩١
فهما ثقاة بناءا على ترضي الصدوق عليهم وهنا لدينا استفهامات
#أولا: إذا كان هؤلاء من مشايخ الصدوق وخصوصا احمد بن زياد صاحب نسخة تسلسل أسماء الأئمة عن الرضا ـ عليه السلام ـ فمن المفترض أنه أدرك الغيبة الصغرى فلماذا لا يوجد له مكاتبات مع المهدي حاله حال سلفه إبراهيم القمي الذي عاصر الإمامين الهادي والعسكري والغيبة الصغرى ولم تكن له علاقة بأئمته فلماذا أن هؤلاء الذين لم يهتموا للأئمة في حياتهم اصبحوا هم من يرسم لنا صورة الغيبة والمهدي وطريق المهدي وأبوابه ؟
#ثانيا: هل يصح أن نأخذ عقائدنا من مجاهيل لا نعرف منهم شيئا سوى ترض الصدوق عليهم باعتبارهم من مشيخته.
#ثالثا: بعد أن عرفنا أن هؤلاء مجاهيل نُسبت الثقة إليهم بناءا على ترضي الصدوق عليهم وبعد أن ننظر بتمعن إلى أنه لا يكاد أن تجد حديث في كتب الصدوق واضرابه يتحدث عن عقيدة مخالفة لعنوان المهدي إلا وتجد بعده حديث مدسوس في سنده مثل هؤلاء المجاهيل تُذكر فيه أسماء الائمة على ما سنلاحظ من أمثلة قادمة .. أفلا يعني هذا أننا أمام منظومة كاملة للدس والتحريف فهل يبقى مجال لأخذ الحديث بناءا على وثاقة رواته.
#رابعا: إذا كان الدس على مستوى عصر التدوين وذروة الكتابة فما هو حجم الدس والتصحيف فيه؟.. يتبع
اكتب وصف المشرف هنا ..
اشتراك
الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني
شارك الموضوع
مواضيع ذات صلة