مقارنة بين مجتمع عصر الحيرة ومجتمعنا الحاضر

مقارنة بين مجتمع عصر الحيرة ومجتمعنا الحاضر

من طرف الباحث مظفر العميد  |  نشر في :  أبريل 27, 2022 0

 

مقارنة بين مجتمع عصر الحيرة ومجتمعنا الحاضر

#مظفر_العميد

مادمنا نتحدث عن علماء عصر الحيرة ومشايخها لا بد أن نعرج ولو مختصرا في مقالتين أو ثلاث نبين فيها طبيعة مجتمع ذلك العصر عموما, فبمطالعة إجمالية للأخبار الواردة بهذا الصدد فإن #الباحث يجد ما بين طيات المرويات ما يدل على ذلك الشبه الكبير بين طبيعة المجتمع سابقا وبين طبيعة مجتمع الحاضر.. ولعل أهم أوجه الشبه هي عدم القدرة على الخروج خارج العقل الجمعي الذي تخلقه ظروف خاصة يكون الدور البارز فيها للمصالح .. ومن المؤكد أن هذه طبيعة بشرية ليست #الشيعة بمنأى عن خصائصها.

#فها نحن نشاهد اليوم أن هذه المؤسسات الدينية وباسم الأوقاف والمراقد والشعائر وكثير من الخرافات التي نُسجت حولها قد أضحت مؤسسات مالية تجارية تنافس شركات عالمية على الاستثمار وبين فينة وأخرى تخرج اعترافات وفيديوهات ووثائق ووقائع تؤكد على ارتباط القائمين عليها بالسياسة والدولة ووزرائها أرتباطا وثيقاً ومع ذلك كله ليس للمجتمع قدرة على أن يواجه القدسية المصطنعة أو يبحث عن حقيقة الدين الأصل.

هذا الأمر عينه كان في المجتمع البسيط لذلك الزمن فمثلا: يروي الطوسي في كتابه الغيبة ((وذكر أبو محمد هارون بن موسى قال: قال لي أبو علي بن الجنيد: قال لي أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني: ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه في هذا الأمر إلا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه، لقد كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف. قال أبو محمد: فلم تلتفت الشيعة إلى هذا القول وأقامت على لعنه والبراءة منه. ))

#فلنلاحظ أن ابا محمد التلعكبري يقول: فلم تلتفت الشيعة إلى هذا القول وأقامت على لعنه والبراءة منه. لماذا لم تلفتت الشيعة؟ مع أن الشيعة تشك في وجود المهدي في عصر الحيرة لكنها ترزح تحت تهارش ما يسمى السفراء الاربعة وإستئكالهم للأموال وترى ما يرون بخصوص الشلمغاني.

هذا الذي نشاهده اليوم .. يأخذونهم باسم الشعائر والمذهب يمرغونهم بالطين والحضيض ثم يسوقونهم لانتخاب المفسدين ثم يضعونهم في المهالك والحروب ثم يهدمون الدور على رؤسهم ورغم علم المجتمع بسوء ما يصنعون بهم لكنهم كالعبيد التي لا تستطيع حتى مجرد التفكير خارج إرادة الأسياد.. فإذا كنا في الألفية الثالثة في عصر المعلوماتية بهذا المقدار من الانقياد للخرافات فما بالك بمجتمع عاش قبل أثني عشر قرنا تقريبا؟ فما ابسط من أن توضع له عقيدة تمثل مصالح ما يسمى #السفراء والسلاطين والمستئكيلن معهم فينقادوا لمن يضعها مع تشكيكهم باساسياتها؟