مع روايتي ((أبنا علي)) و((المكنى بعمه))

مع روايتي ((أبنا علي)) و((المكنى بعمه))

من طرف الباحث مظفر العميد  |  نشر في :  أبريل 27, 2022 0

 

مع روايتي ((أبنا علي)) و((المكنى بعمه))

#مظفر_العميد

#نكمل الحديث مع الروايتين السابقيتن.

فالرواية #قالت ((قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا(عليهما السلام): من الخلف بعدك ؟ فقال أبني علي وأبنا علي )) ومن هنا للمستشكل أن يقول ها هو الإمام الجواد ـ عليه السلام ـ يشير إلى المهدي أبن العسكري بقوله ((وابنا علي)) فلماذا الإنكار؟.. ومن هنا بغض النظر عن ضعف السند لعدم توثيق أبن مابنداذ وتضعيف احمد بن هلال وأمية بن علي القيسي فهما متهمان بالغلو...

#أولا: أننا نفترض أن السائل لا يعرف #الإمامة أو تسلسل الأئمة ـ عليهم السلام ـ وأسمائهم, فلا دلاله في أن المقصود من مفردتي ((أبنا علي)) هما العسكري ثم المهدي ذلك كما يقول النحاة: أن كلمة أبن تستخدم في الابن الصلبي واستخدامها في ابن الابن تحتاج لقرينة صارفة عن معناها الحقيقي. ولا قرينة في المقام.

#ثانيا: نفترض أن السائل يعرف الإمامة ويعتقد بها ولكنه ولا يعرف أسماء الأئمة متسلسلة, فتكون القرينة هي تقرير الإمام لمستوى علم السائل. لكن لماذا ذكر الإمام الجواد أسم ولده علي الهادي ـ عليهما السلام ـ صريحا وذكر: أبني علي ((أبنا علي)) مكنيين دون تحديد أسميهما, ولعلي الهادي ـ عليه السلام ـ أربعة أبناء!؟ فهل أن الإمام بصدد زيادة الحيرة حين قال ((وابنا علي، ثم أطرق مليا، ثم رفع رأسه، ثم قال: إنها ستكون حيرة))؟؟؟!!! علما أن السائل لم يسأل عمن يكون بعد علي الهادي ـ عليه السلام ـ فلماذا بادر الإمام في بيان الأسمين المكنيين وربطهما بالحيرة؟ الجواب في أنه لربما أن سؤال السائل كان في سياق حديث عن قضية لم تذكر في الخبر ,

#ولهذا أرد الإمام أن يجعل صورة فيها شيء من التصريح المناسب للسائل والكناية المجاز الذي لا يخل بالمفاهيم الغيبة أو التدخل بتقدير الله إلا بقدر ما يعلم الإمام إجمالا. ففي القاموس المحيط ((كَنَى به عن كذا يَكْنِي ويَكْنُو كِنايَةً تَكَلَّمَ بما يُسْتَدَلُّ به عليه، أو أن تَتَكَلَّمَ بشيءٍ وأْنتَ تُرِيدُ غيرَهُ، أو بِلَفْظٍ يُجاذِبُه جانِبَا حَقيقةٍ ومَجازٍ،)) وفي مختار الصحاح ((ك ن ى الكناية أنْ تَتَكلَّم بشيء وتُريد به غَيْرَه وقد كَنَيْتُ بكذا عن كذا وكَنَوْت أيضاً كِنايةً فيهما.))

#وأيضا ((كَنَى عن الأمر بغيره يكنى كناية. واستعمل سيبويه الكناية في علامة المضمر.وكَنَيت الرّجل بأبي فلان وأبا فلان،)) ومنه أيضا وكما يقال عن العالم النحوي الكبير أن ((كنيته ابن جني. وتقدم ذكره كثيرا)) شرح الرضي على الكافية.

وفي #القرآن_الكريم ({وَابْنِ السَّبِيلِ } [البقرة : 215] فعبر الكتاب المجيد عمن يكون سلوكه ملازمة الطريق والسفر بابن السبيل فكناه وأظهره بطبيعة سلوكه ليُعرف بعمله وأضمر شخصه.. ومن هنا يمكن أن نفهم معنى((الموتور بابيه المكنى بعمه)) أي أنه أخفى شخصه وأضمره وثم نسبه إلى عمه من حيث ملازمة المنهج والسلوك ليُعرف بمنهج عمه أو بمنهج أئمة الهدى.