من نحن

ماذا لو أن صاحب الأمر أراد القضاء على التعزية الحسينية؟

من طرف الباحث مظفر العميد  |  نشر في :  فبراير 23, 2021 0

 ماذا لو أن صاحب الأمر أراد القضاء على التعزية الحسينية؟

مظفر العميد

بداية يجب أن نفهم حقيقة وهو أن المهدي (#عليه_السلام) لا يمكن معرفته على نحو القطع  ولا يتسنى ذلك لكل أحد وما مدعي تسليم الرايات من مليشيات وولاية فقيه تدعي التمهيد إلى دعوات منحرفة أخرى كدعوة أبن كويطع اليماني وقاضي السماء وغيرها إلا دجل محض أفضت نتائج انحرافها إلى انحطاط وتسافل بكل معنى الكلمة قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس : 81]. والعجيب أن الذي يتعامل مع قضية الإمام وفق القانون الطبيعي يتهم بأنه منحرف فيما أن الانحراف واقعاً هو أن تحمل العقائد على محتمالات ظنية.

ولذا سأثبت كيف يكون الانحراف. فالاعتقاد أنك ستقابل شخص عند ظهوره أسمه محمد بن دون دليل قطعي لمجرد وهم أو أحتمال ضعيف دون الظن فهو انحراف لأن العقائد يشترط فيها القطع ولا يمكن أن يحرز القطع في شخص المهدي عند ظهوره لا بحسب العقيدة التقليدية للإمامية أنه مولود في عام 255 هجري ولا بحسب عقيدة عامة المسلمين أنه يولد في مقدمة زمان ظهوره

#ولكي أو ضح ذلك لابد  أن يفهم المتلقي هذه المقدمة, وهي أن كل من أعتقد أن قائده سيسلم راية أو يعرّفه بالإمام اعتماداً على ظاهر مقامه أو مدّعى معرفة بالمهدي في مرحلة تنشأ لتكون مقدمة وجزء من حركة وإرهاصات الظهور فهو إما مخدوع أو متوهم, فالمهدي (عليه السلام) اختبار للجميع من علماء دين مراجع أو غيرهم إلى ما دون ذلك فلا يضع أحد في باله أن هنالك من هو فوق الاختبار. 

إذن لماذا يصّدق الكثير بالدعوات المنحرفة التي تدّعي أنها مناصرة وجيوش ومليشيات وولايات للمهدي؟ هنا ما أريد أن يفهمه القارئ بصورة علمية.

 بما أن قضية المهدي وحركة ظهوره معتقد راسخ عند الشخص الذي يؤمن بها مكّون من مجموعة أحداث, فبحكم مداولته هذه القضية وأحوال الظهور فيها في ذهنه, فإن ذلك بطبيعته يخلق تصور في مخيلته عن كيفية الظهور فإما أن يكون لدى ذلك الشخص خيال واسع وعقليته وكبيرة فيعطي للظهور تصوراً بمقدار سعة المدارك لديه أو أن يكون خياله ضيق وعقليته صغيرة فيعطي للظهور تصوراً بمقدار محيطه وشخصياته التي يصدق بها فيخلق رابطة وهمية بين شخص المهدي الذي يتخيله وبين اتنماءه.

ولكي نثبت ما نقول:

 #فأولا: بناءا على العقيدة التقليدية التي لا اعتقد بها وهي أن المهدي مولود في سنة (255) للهجرة, فمن سيعرف المهدي أول قدومه حيث هلك كل معاصري زمان ولادته واندثرت كل الأدلة المادية التي يمكن أن يستعين بها كشاهد حال, فمن سيشهد له على أنه محمد بن الحسن العسكري؟ ولذا هذا العنوان لا يمكن أن يصدق على شخص معين ومع الاحتمال والظن فسيكون معتقدا منحرفاً باطلاً 

وثانياً: لو فهمنا أحكام الإسلام التي جاء بها النبي الكريم (صلى الله عليه واله) وأهم ما فيها أن النبي بعظمته لا يحكم أو يقضي بالغيب إلا بقدر ما يوحى إليه  {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام : 50] وفي الحديث ((عن أُمِّ سَلَمةَ رضي اللَّه عنها: أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ)) 

فلنلاحظ أن رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي بلغ قاب قوسين أو أدنى يعطف الحكم بالبينات في الخطأ والإصابة على بشريته والقانون الطبيعي لها فكيف يمكن لشخص آخر  أن يحكم ويقضي مقدماً وبدون براهين ودلائل بأن هذا الشخص المعين مثلا هو المهدي بن الحسن العسكري أو إذا كان من أهل زمان ظهوره فسيكون زيد من الناس مثلا؟.  

#فهل يمكن البناء على صحة  مقولة الشاهد أو المشهود له عن قطع ويقين؟ الجواب كلا

لماذا؟ لأنه أولا المسألة عقائدية ولا تقليد في العقائد ولا تبنى العقائد على الظنون. وليس من الحكمة أن يدعي شخص أنه المهدي بدون دليل فيعتبر مبدتعاً فتُسقط عدالته , وثانياً شهادة الشاهد لا تعتبر بينة لأن الشهادة يجب أن تكون عن حس وليس عن حدس. وإذا كان صاحب الدعوى الذي يعتقد بنفسه مبتدعاً ظاهراً فكيف بالشاهد عن حدس.. ولهذا مسألة تسليم الرايات دجل, والروايات تؤكد أنه (عليه السلام) لا يدعي انه المهدي بل ينكر ذلك فيدعي انه من الأنصار أو غير ذلك. أما إذا قلنا أن المهدي رجل يولد في فجر زمان ظهوره وكما هو الأصح اعتقاداً, فلا مجال لأن يقول بأنه المهدي لأنه أولا محكوم بقانون المحو والإثبات فلا يسبق الله بحكم ويقدر على الله قضاءه ( علما أن هذا القانون ماض سواء ولد أم لم يولد) فلا موضوع للمهدوية ما لم تملأ الأرض عدلاً وفعلية الحكم تابعة لفعلية موضوعه فالمهدوية عنوان لمن يملأ الأرض عدلاً وقبل ذلك لا مهدوية لأي شخص على الأطلاق .. وهذا هو القانون الطبيعي أننا سنتعامل مع قضية وليست شخصية مهدوية  

#وهنا ما نوع القضية التي سنتعامل معها؟ شخص يأتي حاملاً فكراً جديداً يناسب مرحلة زمانه في زمن مُلأ بالظلم والجور والانحراف والفساد والإفساد يريد أن يغير سلوك وعادات مجتمع فماذا لو كان جزء من أسباب الانحراف استغلال الشعائر الحسينية مثلاً وما لو أراد إيقافها وماذا لو أراد هدم بعض المساجد والقبور الوهمية وماذا لو طالب بإبطال قيادة فلان ومرجعية علان ففي الخبر عن ((الإمام الباقر (عليه السلام): لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه)). فمن أراد أن يصل إلى القائم (عليه السلام) ولو نظرياً فليجعل الإسلام قضيةً بعيداً عن الصنمية والشخصانية وبذلك سيجد نفسه معرفياً في قلب قضية الإمام.

....................

خارج المقال

من يستطيع أثبات أن المهدي بإمكانه أن يثبت أنه هو المهدي عند ظهوره بالقطع واليقين فاليأتني بدليل واحد

التسميات:
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

سبعون دجالا

دجال البصرة

دجال الشرق الكوراني

back to top