كيف توافق السفراء مع العباسيين على صناعة عقيدة المهدي الخفي,
كيف توافق السفراء مع العباسيين على صناعة عقيدة المهدي الخفي,
مظفر العميد
المقدمة
إن أول ما يمكن من خلاله إثبات أن سياسة بني العباس والمؤسسة الدينية آنذاك هي من صنعت فكرة حدث الولادة والغيبة للمهدي آنذاك, هو قضية استدعاء خلفاء بني العباس لبعض الأئمة ـ عليهم السلام ـ للتواجد والسكن في مقار الخلافة’ لكن لنتيقن من هذا الأمر علينا أن لا نقرأ الأحداث التاريخية بنفس مذهبي تقليدي بحت, كما هي العادة أو مثلا كما فعل السيد محمد محمد الصدر رحمه الله في موسوعته الجزء الأول, أنه أرخ لأحداث الغيبة مشيرا إلى أن استدعاء المتوكل العباسي للإمام الهادي ـ عليه السلام ـ كان ليجعله تحت أنظاره ويراقب نشاطه, علماً أنه ـ رحمه الله ـ في نفس الموسعة في جزئها الأول ينفي أن يكون هنالك نشاط ملحوظ للإمام!! أما إذا قرأنا الأحداث بنظرة موضوعية إلى مقتضيات سياسة الدولة آنذاك القائمة على محورية العقيدة والرمز الديني, نجد أن تقريب خلفاء بني العباس للأئمة ـ عليهم السلام ـ والذي يبدأ من المأمون وينتهي بالمعتمد, كانت الغاية منه إضفاءالشرعية على الخلافة العباسية, فحتى المتوكل الذي مارس النصب والعداء لآل البيت ـ عليهم السلام ـ كان يعمل بنفس الوتيرة وسنثبت ذلك من خلال القادم.
#وهنا عند البحث عن الأسباب التي قادت خلفاء بني العباس للتقرب من الأئمة ـ عليهم السلام ـ وإظهار التودد نجد منها كثرة الثورات التي كانت تقوم ضدهم والتي كان منها ما يرفع شعار الرضا من آل محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ التي كان يقوم بها العلويون أو غيرهم ومنها ثورات ترفع عنوان المهدوية, فبنو العباس كانوا بحاجة إلى رمز ديني أو شخصية ذات مقام سام يستمدون منه شرعية بقائهم أو شرعية الإجهاز على تلك التحركات المناوئة, ولا يوجد أفضل من أئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ مقاماً ليمنحهم تلك الصورة وخصوصا أن نفس الدولة العباسية قامت تحت شعار الثار لآل البيت.
#ومن_هنا يمكن أن نعرف الفرق بين فهم أسباب استدعاء خلفاء بني العباس للأئمة ـ عليهم السلام ـ وفق ما طرحه السيد الصدر مثلاً أو ما طرحه الآخرون (هو أنه) إذا كان الاستدعاء الغاية منه مراقبة نشاط الأئمة فقط أو السطرة عليهم, فهذا يعني أن الأئمة بصدد إقامة ثورات وتحركات ضد السلطات العباسية, والحقيقة هي أنه لا يوجد مثل هذا اللون من التفكير المليشياوي لدى أئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ أما إذا ما عرفنا أن استدعاء الأئمة من قبل خلفاء بني العباس كان لكسب الشرعية بوجودهم قرب مقار الخلافة أمام تحركات العلويين وبقية الأطراف سنعرف أن السلطات كانت تحتاج إلى مقام يضفي عليها الشرعية ولم يكن أفضل من وضع أئمة أهل البيت بالقرب منهم والتقرب إليهم كلون سياسي لإسقاط شرعية كل التحركات التي كانت تقوم بالضد من خلافتهم.
#وعليه وبعد وفاة الأمام الحسن بن علي العسكري ـ عليه السلام ـ اقتضت أو اجتمعت وتوافقت المصلحة السياسية لبني العباس والمصلحة المالية للمؤسسة الدينية الشيعية على صناعة عنوان المولود الغائب للإمام العسكري ـ عليه السلام ـ وأنتجت عقيدة وعنوان للإمام الثاني عشر, هو المولود الغائب الذي لا يسمى ولا يرى.
#هنا_قد_يطرح_سؤال إذا كان الأمر بهذا الشكل فلماذا لم يكشفه علماء المذهب وكيف ترسّخ وكان من المفترض أن علماء المذهب الأوائل بالضد من الدولة العباسية ومخططاتها ؟؟ الجواب إن كبار علماء المذهب كالصدوق الأب وأمثاله في عصر ما يسمى بالغيبة الصغرى وما بعدها كان يمثلون هذا الخط السياسي العباسي لكن بنظامه وعقيدته البويهية الإمامية الأثيني عشرية التي كانت تسيطر على الدولة العباسية.
#وهذا_هو الذي يفسر لنا سبب الترقيع في الروايات القائمة على الخرافات في إثبات ولادة المهدي حيث لم يكن بيد أولئك المحدثين أدلة قطعية تتحدث عن قانون طبيعي في ولادة الأمام فأرادت تلك المؤسسة أثبات عقيدة تأسست عليها واستمر بها الحال إلى يومنا هذا.
هذه مقدمة والتفاصيل مع ذكر المصادر والأدلة في القادم إن شاء الله بعد تمهيد آخر للبحث عنوانه الدولة العباسية القديمة والحديثة صورة واحدة لتاريخين مختلفين
اكتب وصف المشرف هنا ..
اشتراك
الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني
شارك الموضوع
مواضيع ذات صلة