من هو المصلح؟
سؤال يمكن طرحه على الشارع ببساطة لكن كم من السجالات ستحدث حال الإجابة. وكم من هرطقة ستسمع. وكل سينصب لك مصلحاً ويرفع لك علماً وستجد نفسك بين تيارات وأحزاب وتوجهات مع تراكمات فكرية ضائعاً تائهاً , ومن ثم ستكون جزءاً من هذا الواقع حين تصاب بمرض الشخصانية فترفع علماً وتدخل معترك الجهل هذا كحال الآخرين.
إذن من هو المصلح ؟.
دعونا قبل أن نعرف المصلح نعرف ما هو الإصلاح, فتشخيص الداء هو نصف الدواء وحين نبحث عن الدواء علينا أولا أن نعرف ما هو الداء.
ولكي نعرف ما هو الداء يجب عليا الفحص والتدقيق وهذا يعني أن نكون على مستوى من الوعي والإدراك , وإذا كنا على مستوى من الوعي والإدراك فلماذا نبحث عن المصلح ؟ والجواب لأنه يحمل منظومة الإصلاح بأدق تفاصيلها التي لا نستطيع أن نحملها.
إذن نحن لا نبحث عن شخص وإنما نبحث عن مبادئ وقيم. وعلى هذا فلنحدد ما هي المبادئ والقيم والمثل العليا والأحكام التي يمكن أن تتجسد في شخصية نطلق عليها فيما بعد "المصلح"؟ من المؤكد أننا نحتاج إلى مستوى ذهني وقّاد متفتح والى مستوى عالٍ من الدراية والإدراك العقلي والإخلاص النفسي حتى نعرف كل القواعد التي يُبتنى عليها صلاح الإنسانية جمعاء فهي ليست رسالة ماجستير أو دكتوراه يقدمها طالب في تخصص من التخصصات المهنية لربما هي تفوق ذلك فأنها قراءة للتاريخ والسلوك الإنساني على مستوى الأفراد والمجتمعات وما يتفرع من ذلك أبعاد الحياة الأخرى التي نطلق عليها المنظومات السياسية والاقتصادية ومعرفة قيمة الإنسان وموضوع الحواجز الطبقية وحرية التفكير وعلاقة الدين بالسياسة. أذن هي مجموعة دراسات
والسؤال من هذا الذي يأتيك لينصب لك الزعامات والقيادات الدينية والسياسية ويكون جاهلا بأبسط مقومات الإصلاح ويجعل منك ضحية تدار عليك كل مشاريع الفساد؟
بل أكثر من ذلك حيث يأخذك جهلك أن تكون نداً لخط الصلاح ويدفعك فشلك للحسد وتصبح خصماً لدوداً للمصلح ,
وهكذا يقود الجهل أصحابه إلى الهاوية ويجعل من أمة بأكملها تذهب تسافلاً .
إذن لكي نعرف المصلح علينا أن نعرف الإصلاح ولكي نعرف الإصلاح ينبغي أن نحرر العقل من التبعية والتحاسد والتباغض, فأنك حين تحارب الفكرة حسداً وحباً وشخصانية لنفسك ولفصيلك فأنت تقتل نفس الإصلاح وتحارب نفس المصلح .
عندما ينكشف كلي شيء فيظهر الفساد في البر والبحر سيظهر معه من هم أنصار الفساد ومن هم أنصار الصلاح وحينئذ ستجد نفسك في حرب مع المصلح. وعلى هذا فليراجع كل منا نفسه ليرى كم من كلمة حق أردنا قتلها وفيها كسر للقيود التي وضعتها تراكمات التاريخ والمصالح الشخصية الآنية .
الباحث مظفر العميد
من هو المصلح؟
من طرف الباحث مظفر العميد |  نشر في : مايو 07, 2016
0 تعليقات
من هو المصلح؟
سؤال يمكن طرحه على الشارع ببساطة لكن كم من السجالات ستحدث حال الإجابة. وكم من هرطقة ستسمع. وكل سينصب لك مصلحاً ويرفع لك علماً وستجد نفسك بين تيارات وأحزاب وتوجهات مع تراكمات فكرية ضائعاً تائهاً , ومن ثم ستكون جزءاً من هذا الواقع حين تصاب بمرض الشخصانية فترفع علماً وتدخل معترك الجهل هذا كحال الآخرين.
إذن من هو المصلح ؟.
دعونا قبل أن نعرف المصلح نعرف ما هو الإصلاح, فتشخيص الداء هو نصف الدواء وحين نبحث عن الدواء علينا أولا أن نعرف ما هو الداء.
ولكي نعرف ما هو الداء يجب عليا الفحص والتدقيق وهذا يعني أن نكون على مستوى من الوعي والإدراك , وإذا كنا على مستوى من الوعي والإدراك فلماذا نبحث عن المصلح ؟ والجواب لأنه يحمل منظومة الإصلاح بأدق تفاصيلها التي لا نستطيع أن نحملها.
إذن نحن لا نبحث عن شخص وإنما نبحث عن مبادئ وقيم. وعلى هذا فلنحدد ما هي المبادئ والقيم والمثل العليا والأحكام التي يمكن أن تتجسد في شخصية نطلق عليها فيما بعد "المصلح"؟ من المؤكد أننا نحتاج إلى مستوى ذهني وقّاد متفتح والى مستوى عالٍ من الدراية والإدراك العقلي والإخلاص النفسي حتى نعرف كل القواعد التي يُبتنى عليها صلاح الإنسانية جمعاء فهي ليست رسالة ماجستير أو دكتوراه يقدمها طالب في تخصص من التخصصات المهنية لربما هي تفوق ذلك فأنها قراءة للتاريخ والسلوك الإنساني على مستوى الأفراد والمجتمعات وما يتفرع من ذلك أبعاد الحياة الأخرى التي نطلق عليها المنظومات السياسية والاقتصادية ومعرفة قيمة الإنسان وموضوع الحواجز الطبقية وحرية التفكير وعلاقة الدين بالسياسة. أذن هي مجموعة دراسات
والسؤال من هذا الذي يأتيك لينصب لك الزعامات والقيادات الدينية والسياسية ويكون جاهلا بأبسط مقومات الإصلاح ويجعل منك ضحية تدار عليك كل مشاريع الفساد؟
بل أكثر من ذلك حيث يأخذك جهلك أن تكون نداً لخط الصلاح ويدفعك فشلك للحسد وتصبح خصماً لدوداً للمصلح ,
وهكذا يقود الجهل أصحابه إلى الهاوية ويجعل من أمة بأكملها تذهب تسافلاً .
إذن لكي نعرف المصلح علينا أن نعرف الإصلاح ولكي نعرف الإصلاح ينبغي أن نحرر العقل من التبعية والتحاسد والتباغض, فأنك حين تحارب الفكرة حسداً وحباً وشخصانية لنفسك ولفصيلك فأنت تقتل نفس الإصلاح وتحارب نفس المصلح .
عندما ينكشف كلي شيء فيظهر الفساد في البر والبحر سيظهر معه من هم أنصار الفساد ومن هم أنصار الصلاح وحينئذ ستجد نفسك في حرب مع المصلح. وعلى هذا فليراجع كل منا نفسه ليرى كم من كلمة حق أردنا قتلها وفيها كسر للقيود التي وضعتها تراكمات التاريخ والمصالح الشخصية الآنية .
الباحث مظفر العميد